عفريت وانترنت.. وأحكم البلد


30 أغسطس 2011
عفريت وانترنت.. وأحكم البلد
في سوق عكاظ الذي يفرز لنا في كل يوم مرشحا لرئاسة مصر أفرز أيضا منتقدين لهذا السباق المحموم.. فظهر شاعر عامية يدعى محمد فوزي اسكندراني في مقطع فيديو كاريكاتوري يضع أمامه علب العصائر الكثيرة على أنها ميكرفونات فضائيات وأخذ يتكلم عن رغبته في الترشح بناء عن رغبة ستة من أصدقائه ولأنه خالي شغل بعد أن فشل في عدة أعمال فوجد أن يرشح نفسه أفضل، وعن برنامجه الانتخابي هو رغيف حواوشي لكل مواطن، ومن رأيه توفير العلاج عن طريق القتل الرحيم ، وشعاره المتهم بريء حتى تقوم قيامته.
ثم ظهرت فتاة تدعى سلمى الدالي طالبة ماجستير أيضا في مقطع فيديو تشرح رغبتها في الترشح من أجل المليون جنيه التي تصرف للمرشح.. بل رشحت مسبقا ثلاثة وزراء وطمعت وهى رئيس الجمهورية في وزارة الاعلام.
وبالنسبة لمحدودى الدخل تقول سلمى «هبعتلهم رغيف العيش مجاناً.. وسعيد الحظ اللى هيلاقى أول خمس زلطات هيكون من نصيبه أنبوبة.. وثانى خمس زلطات إذا كان محظوظاً هأمر بملء الأنبوبة.. وإذا كان مرزقاً جدا كعادة محدودى الدخل فى مصر ووجد ثالث خمس زلطات.. هأديله وابور جاز وأخذ الأنبوبة.
وأخيرا حسام العريان المحامي الذي يقول: من أجلكم ومن أجل مصر سارشح نفسي لرئاسة الجمهورية ويقول: لا يلومني أحد إن فكرت في ذلك فلقد أصبح الطريق مفتوحا أمام الجميع والحمد لله لن يكون للوساطة دور في اختيار الرئيس ولن يكون هناك محسوبية او اختبارات في غرف مغلقة أو حتى دفع رشوة.واعتبر أن حسابه على الفيس بوك والتويتر يكفيان ليحققا له الفوز
والبرنامج الرئاسي لهذا المرشح سهل ومبتكر في ذات الوقت ويتكون من كلمتين ..الأولى سيكلف بها حكومته وهى البحث عن مصباح علاء الدين لكي يحقق لنا العفريت كل ما نتمناه بدون تعب.الكلمة الثانية سيكلف بها علماء الكيمياء بتصنيع طاقية الأخفاء لكل مواطن وهذه الطاقية لها استخدام واحد فقط هو اخفاء الشعب المصري فى حال التعرض لهجمات عدائية من إسرائيل أو أمريكا.. فهو يرى أننا أهلكنا القيادة المسلحة وربما لن تكون قادرة على حماية مصر.
أعجبت بهذا المرشح وهذا الاعجاب لم يدفعني لإعطائه صوتي بل شجعني على التقدم للترشح والاستفادة من برنامجه الانتخابي وبما أن كل برامج المرشحين مستفيدة من بعضها البعض سطر من هنا وفقرة من هناك يتكون لدي البرنامج المطلوب وأكون جاهزة للتقدم.. وثمة شيء آخر شجعني على الترشح وهو ما سأرد به على من يثبطون من عزيمتي بقولهم أن شغلة الرئيس مهمة صعبة وقد لا أقدر عليها وهو أنني لن أتعب في شيء فالتقنيات الحديثة التي سهلت لنا الحياة لابد أن تكون أيضا وسيلة لتسهيل مهمة الرئيس.. سأدير البلد من بيتنا وأنا مستريحة على الأريكة بالانترنت، فليهنأ حزب الكنبة.
..........................................

ـ نُشر فى موقع دنيا الرأى على الرابط التالى
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/11/11/276548.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق