ارحموني.. سأموت ضحكًا
نادية كيلاني : المشهد 29-4-2012
| 19:26
إذا
كان شر البلية ما يضحك، فأنا سأموت ضحكًا.. والذي يضحكني هو الأحداث المتلاحقة
التي نتابعها، وليست المشكلة في لهاثنا وراءها؛ ولكن في غرابتها وعدم منطقيتها،
وتناقضها مع الواقع والحالة المتدهورة اقتصاديًّا وسياسيًّا وأمنيًّا وأخلاقيًّا،
وإن كانت تتطابق فقط مع التدهور الأخير.. وهذه عناوين الموضوعات التي ستجلب لنا
السكتة الدماغية ضحكًا:
نواب لجنة الدستور أكلوا بمليون ونص المليون
في يومين، وشربوا شايًا بـ 30 ألف جنيه..
هههههههه أليس هذا يتناقض مع التدهور الاقتصادي ويتفق مع التدهور
الأخلاقي؟!!
الإخوان في مصر يقدِّمون قانونًا سعوديًّا
على أنه من صياغتهم، وينسون حذف كلمة 'مملكة' ثلاثة عشر بندًا من أصل ستة عشر نقلت
بحذافيرها! هههههههه أليس هذا أيضًا يتناقض مع التدهور السياسي ويتفق مع التدهور
الأخلاقي؟!!
عمر
سليمان يدرس "الطعن" للعودة للرئاسة ويقول صدرنا الغاز لإسرائيل تجنبا
للحرب هههههههه رجالة والله جنبتمونا الحرب وألبستمونا الخزي والفقر. وبدلاً من أن
تحصدنا آلات إسرائيل الفتاكة تأكلنا السلعوة في العشوائيات!!
السن التي أتت بها الأوراق المزورة لأم حازم
أبو اسماعيل تشهد بأنها أنجبته وعمرها اثنتا عشرة سنة! هههههههه أليس هذا أيضًا
يتناقض مع التدهور التزويري.. حتى التزوير ما عادوا يهتمون بإتقانه؟!!
البرلمان المصري يستعد لمناقشة مسودة قرار يسمى
'جماع الوداع' يتيح للأزواج مجامعة زوجاتهم المتوفيات خلال الست ساعات الأولى
للوفاة.. أعتذر عن عدم الضحك بسبب ما أصابني من تقلصات في معدتي جراء الخبر،
وأتساءل من خلال دموعي بسبب التقلصات ليس إلا: أليس هذا أيضًا متفقًا تماما مع
التدهور الأخلاقي؟!!
كنا
–زمان- نردد عبارة تقول "يا مصر يا أم العجايب فيك حاجة مغلباني، نزرع القمح
في سنين يطرح القرع في ثواني".
هل قمنا بثورة لنزرع القمح لنأكل من كدِّنا
فنملك قرارنا؟ أم نجمع القرع ونزيد شعثنا وسوء هضمنا؟!
هل قمنا بثورة تحاسب على إهدار المال العام
أم أن الأكل بمليون ونصف لا يعد إهدارًا؟!
هل قمنا بثورة تصدَّى لها رجال مصر وخيرة
شبابها وعقولها، ثم يولى عليهم مقتبسو القوانين المفبركة ودون تصرف؟!
هل
أتت الثورة بكل ثمارها، وحلت مشكلة البطالة والعنوسة والتعليم والصحة و........
و......... وحدث الرخاء والاسترخاء الذي نناقش فيه إمكانية "جماع
الوداع" وإن كذبوه فمن أين أتت الشرارة، وبدلا من أن نبهر العالم بأمورنا
وازدهارنا نجدهم من ضيق أفقهم يسخرون منا!!
...................
...................
ملحوظة هامة:
أعتذر عن هذا المقال
حيث أنني غير متأكدة من صحة ما جاء به من أخبار... فالإعلام المضلل
الذي يفتري الأكاذيب هذه الفترة من حياتنا ولم يدع لنا فرصة
لمعرفة الحقيقة من الزائف.
فلو كانت الأخبار
صحيحة فهذا تعليقي .. وإن كانت كاذبة فكلامى من قبيل التهكم على الكاذبين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق