خصم وحكم وسوء كيل
نادية كيلانى
كان
يا مكان ليس في سالف العصر والأوان، ولكن من عام وما يقارب نصف العام.. كانت هناك
ثورة ثورية من شباب مصر الأبية التي ترفض الجهل والتضليل، وتجحد الظلم والتزوير
وإن جاء من قاض مخضرم أو وزير.. وسبب الثورة في الأساس انتشار الظلم وقهر الناس،
وغاب العدل وبالحذاء انداس.. وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير.. ما شاب انتخابات
المجالس من تزوير.. وكان تزويرا بائنا للعيان، وتلقينا بسببه التعازي من كل إنسان..
وانتفض الشباب ينشد الحرية.. ويأخذها بإرادة قوية، المهم ألا تضيع القضية، وألا
تزور إرادته العفية. واستعد بالدأب المرير ينحو نحو التغيير، ويسير في طريق
الأشواك التي يضعونها عمدًا متعمدين، فيراق في سبيلها دم المستشهدين الذين بالحياة
غير آبهين.. وكل آمالهم في الحياة أن تكون بدعاء وصلاة، خاصة عندما جاءهم الفارس
النبيل الذي وعدهم بشرع الله والتنوير، وبالحياة كراما، ليس فيها لئام ولا سوء
تعبير.. والتف حوله المريدون، ولوضوح منهجه مؤيدون، وصار بذلك أسطورة، وشكل ظاهرة
وخطورة على أصحاب المصالح المسعورة. وبما أن اللئامَ كثير، كما أن الرجال قليل، عز
عليهم زوال مجدهم، الذي فيه يمرحون من عهد مضى وهم آمنون، أصحاب المشورة والقانون..
فهم خصم وحكم وسوء كيل.وبما أنهم لم يتعلموا غيرها، قاموا بتزوير أوراق بزيِّها،
يزعمون صدقها، ورغم أنها بزعمهم من خارجية دولة معادية، فهى مقدمة لديهم على صحيح
داخلية دولة المذكور. ومارسوا انحرافا جازما لكي يَسْتبعدوا رجلاً حازما.. مهما
كان وراءه من جماهير، قاموا من قبل رفضا للتزوير وتزييف إرادة ومصير.ولكن الفارس
النبيل الذي وعد الناس بالمقاومة، ظل يناضل ويثبت في وجه المؤامرة، والناس من
ورائه قبيل، ليس فيهم خِبٌّ ولا عويل، وعلى إظهار الحق حازمون عازمون، ونحن نحبس
الأنفاس، فما هى إلا سويعات حتى يظهر الله الحق ويذهب الباس.. آمين يارب الجنة
والناس.. وإن جاء عكس المأمول فنحن في زمن يُكذَّب فيه الصادق ويُصدَّق فيه الكاذب
ويؤتمن الخائن، فذاك زمن الرويبض الرجل التافه يصرف الأمور كما قال بذلك سيدنا
الرسول.
............
الفيس بوك في 17 أبريل، 2012،
الساعة 03:51 مساءً ·
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق