ممن تحمون الأنثى أيها الرجال؟!
نادية كيلاني: المشهد 28-11-2011
| 12:41
لم تستطع قوانين السعودية الصارمة أن تمنع
ذئبًا في ثوب رجل أن يستدرج القاصرات والاعتداء عليهن..
وضعت الأسوار العالية والنوافذ الحديدية على
مدارس البنات اللاتي كبرن، وتستطيع البنت أن تحمي نفسها، وأُهملت هذه الأسوار عن
الطفلة القاصر التي لا حول لها ولا قوة..
الأحداث التي قرأتها في الفترة الأخيرة عن
وضعية الفتاة في بلاد تطبيق الشرع، وقوة تنفيذ الحد أصابتني بالدهشة، فالضحية
دائمًا هى الأنثى، والجاني دائمًا هو الرجل إما بذاته وإما بقانونه.
فهذا خاطف القاصرات في جنوب جدة من 8 / 12
سنة، واحدة يستدرجها من مركز تجاري، وأخرى من حفل عرس، وثالثة ينزلها من سرير
المرض في مستشفى.. يعمل معلمًا في إحدى المدارس المتوسطة، قادر على الزواج
والإعفاف دون شك، من أين جاءته هذه الجرأة ويعلم أن الثمن رقبته بحد السيف.. ولا
نسأل عن مرضه أو حالته النفسية ولكن أين ذوو هؤلاء القاصرات؟ هل تذهب ابنة السنوات
التسع لشراء حاجيات البيت من المراكز التجارية وحدها؟ أو تذهب إلى الأفراح وحدها؟
أو أن المستشفي ليس له حارس ولا مسئول؟ أو أن البنت ما دامت لم تصل إلى سن البلوغ
لا أقول: تقلُّ بل تمنع عنها الرقابة والحرص؟!!
في حين أن الكبيرة المكلفة القادرة على حماية
نفسها وصد الشر إلى حد ما، لا تذهب هنا أو هناك إلا بوجود المحرم وكأنها هى المطمع
فقط، وتدخل المدرسة وكأنها داخلة إلى سجن النساء، أسوار عالية لماذا؟! هل حتى لا
تطل البنت منها؟ أو حتى لا يطل الشاب منها على الفتيات؟ حديد وسلك على النوافذ
لماذا؟! والدراسة بالنهار، والأسوار عالية
حين تغلق المدارس ليلاً فلا مشكلة.
ولماذا نتساءل والغرض قد تحقق أكثر من
مرة.. عندما شبّ حريق في مجمع مدارس براعم
الوطن بجدة وقد أدى الحريق إلى وفاة معلمتين وإصابة 56 طالبة، بينهن 4 إصابات
خطيرة. وقام بعض الطالبات برمي أنفسهن من الطابق العلوي تفادياً للحريق، وأصبن
بإصابات بالغة وبعضهن توفين جراء استنشاقهن الدخان الكثيف المتصاعد بسبب النيران.
وأيًّا كانت أسباب الحريق عمدًا أو خطأً فقد
منعت البنات من الخروج لأنهن لا يرتدين ملابس الخروج، كما تتسبب الحواجز التي تقام
داخل هذه المدارس في إعاقة عمل الدفاع المدني، وهذا يذكرنا بحريق المدرسة المتوسطة
رقم 31 للبنات في مدينة مكة المكرمة.. هو حريق أتى على مدرسة داخلية للبنات بها
835 طالبة و55 امرأة في 11 مارس 2002، أدى الحادث إلى مقتل 15 فتاة سعودية في
المدرسة، وإصابة أخريات، وقتها اتهمت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
السعودية - أو ما يطلق عليهم "المطوعون" - بالتسبب في زيادة عدد الوفيات
عندما قاموا بطرد أولياء الأمور والحريق مشتعل في المدرسة، وإغلاق الباب على
البنات أثناء الحريق وذلك لأنهن "لا يرتدين الحجاب". واتهم أفراد الهيئة
بمنع رجال الإطفاء والإسعاف من الدخول إلى المدرسة لأنه "لا يجوز للفتيات أن
ينكشفن أمام غرباء" كونهن ليسوا من "المحارم".
كانت
النتيجة خروج البنات جثثًا متفحمة؛ مما زاد الانتقاد ضدهم.
ومع ذلك تظل الأقفال على الأبواب والحديد على
النوافذ، مما اضطر فتيات 2011 للصعود أعلى المبنى فتتلقفهم الطائرات الهليكوبتر.
وحتى سجن النساء أشد ما يؤلم بخصوصه هو
الإصرار على من تنتهي محكوميتها أن تبقى في غياهب السجن إذا لم يحضر لتسلمها ولي
أمرها، حتى إن إحداهن لها سبع سنوات؛ لأنه ليس هناك ولي أمر يتسلمها، والبعض يرفض
تسلمها، فتتكدس النساء بلا حرية بعد نهاية محكوميتهن.
وآخر الأمور المضحكة هو تهديد رجال الأمر
بالمعروف والنهى عن المنكر باعتقال صاحبات العيون المثيرة، ما شاء الله دقة العمل
والإخلاص فيه تجعلهم يرون العيون المثيرة من خلف النقاب، هكذا يكون الوعى
بالمسئولية.. واعتقالهن إلى أين إن شاء الله؟؟!!
فقد قضت محكمة المدينة المنورة بجلد عضو في
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) بجلده 158 جلدة، وسجنه 50
يومًا، إثر إدانته بالتحرش هاتفيًا بمواطنة تقدمت بشكوى ضده.
وإذا عنَّ لنا سؤال ممن تحمون بناتكن وتغلقون
عليهن الأبواب وتعلون دونهن الأسوار.. فهل نجد تبريرًا يشفي صدورنا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق