تمام يا ريس: أحدث مقال للأديبة والكاتبة الصحفية نادية كيلانى

لا أخفيك سرا إذا قلت لك أنه قد تسرب اليأس إلى نفسي.. وأنا أرى تواضعك وهدوءك مع من يشعلون الفتن، ويتطاولون عليك بفحش القول.. ولا أقول سلبية لأننا رأينا على فترات تحركا ما في جهة ما.!!
الذي قال لك ماذا فعلت حتى الآن هو من يضع العراقيل في طريق الفعل.. هو من يمول البلطجية لتفسد وتحرق وتقتل، وأنت صامت وفي يدك السلطة.!!

تسرب اليأس رغما عنا لأن ما ألزمت به نفسك في مائة يوم في رأيي ينجز في يوم واحد لو ضربت بيد من حديد على الفاسدين والمعوقين ومدعي الثورية.. ماذا تنتظر لقد سقطت كل الأقنعة.. ظهر العدو من الحبيب.. وضح المحب لوطنه والمحب لذاته.. عرف الإمعة والجاحد والموتور والحاقد.. والذي يأتمر بأمر أمريكا.. ظهروا وعرفناهم وسمعناهم.. ماذا تنتظر.؟.. تناقشنا نحن الذين نؤيدك مع بعضنا البعض ماذا ينتظر.؟!!.. لم يحدث شيء ملموس يناسب الثورة.. البلد كما هى، البطالة كما هى، العشوائيات(القنبلة الموقوتة) كما هى، الفوضى في البلد كما هى.. الكلام المحبط المثبط والتطاول بالقول يتزايد وأنت ساكت.. لماذا؟!.. تساءلنا لماذا؟ وإلى متى؟!..
ولولا شجاعة نادرة وحكيمة في ذات الوقت سابقة أخرجت بها العسكر لفقدنا الأمل.

وأخيرا تبلور فكرنا إلى معنى.. إنه يدبر شيئا.. قال أحدنا إن لم يكن الرئيس يدبر أمرا يسعدنا به سأزعل منه جدا..

والله هذا حدث قبل يوم من قراراتك الناجزة الشجاعة الواعية.. قرارات أصابتهم بالصرع، أفقدتهم توازنهم، هؤلاء المعترضين على طول الخط.. هؤلاء الذين ثبت من كلماتهم أنهم يعملون لصالح أنفسهم لا لصالح البلد.. وليس لديهم مانع من أن يضروا أنفسهم المهم أن تفشل أنت وجماعتك.. وبعد أن كانت الكلمة معنى يهدفون إليه صارت كلمة يتداولونها.. أطلقها الأول والإعلام الببغاء رددها كل بطريقته.. شعرنا أنك خزلتنا؛ وصمتك غير مبرر، وحلمك ليس في محله، فإن أنت أكرمت اللئيم تمرد.

ورغم أنني كنت أرى القافلة تسير لكنها متأرجحة عرجاء، إذا انجزت شيئا تبعه ألف إحباط وارتباك وخروج عن الشرعية وعن المألوف، ذلك لأن الكلاب تعوي.. والعواء ضوضاء، والضوضاء تلوث سمعي.. والوجدان يتشكل بما يسمع وإن قاوم.. وإن قوم.

أؤيدك في قراراتك وأؤيد حسمك فيها، فدعمك واجب واطني، وخيار ديني رغم أنف الكارهين.. فما فعلته هو من صلاحياتك التي تحمي بها الإرادة الشعبية..

مجلس الشورى والجمعية التأسيسية ليست من تعيينات الرئيس فهى مؤسسات منتخبة أفرزتها الإرادة الشعبية، فحمايتها ليس لمصلحة شخصية ولكن لانقاذ وطن.

لستَ دكتاتورا ولا فرعونا ولا متسلطا.. فالأوامر تأت من أمريكا واسرائيل صريحة -لرموز فقدنا فيهم الثقة- بإرباك الرئيس، واشغاله بالشأن الداخلي السياسي والاقتصادي لأنه أفشل العملية الإسرائلية في غزة قبل أن تبدأ.. فأربكهم الله.

ولكن الرئيس الذي يدعو الله صادقا في صلاته التي تضرهم.. ويقول:
"اللهم دبر لنا إننا لا نحسن التدبير" لابد أن يدبر له الله.
أعد المحاكمات بقضاء شريف نظيف يعرف الله ولا يخشى فيه لومة لائم.. برد قلب الأم الثكلى والأب المفجوع في سنده.. قرب بين الطبقات بتعديل الأجور.. انهض بالمشروعات التي تجمع البلد على هدف قومي ينعش العقول والأرواح.. زح من طريقك العقبات والحجارة فطريقك هو طريقنا.. سر على بركة الله.. الشرفاء معك.

الأديبة والكاتبة الصحفية نادية كيلانى
............................................

ـ نُشر هذا المقال فى موقع دنيا الرأى على الرابط التالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق