فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
نادية كيلاني: المشهد 28-10-2011
| 08:37
تهل علينا نفحات العشر الأوائل من ذي الحجة،
بخيرها وبركتها، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام
العشر- قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل
الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء» - رواه البخاري.
فاستعدوا لها: بالصيام، بالقيام، بتلاوة القرآن،
بصوم عرفة، بالأضحية، بالحج للمستطيع، بصلة الرحم، وغيرها من العبادات.
وجاء في صحيح الترغيب والترهيب عن جابر رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل أيام الدنيا
العشر" - يعني عشر ذي الحجة- قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟! قال: "ولا
مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب- رواه البزار بإسناد حسن.
سئل ابن تيمية -رحمه الله- عن عشر ذي الحجة
والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فأجاب: "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام
العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة.
ومن السنة أن من دخلت عليه عشر ذي الحجة
وأراد أن يضحي، فلا يأخذ من شعره، وأظفاره حتى يضحي في وقت الأضحية وذلك لما روى
عن مسلم في صحيحه عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم هلال ذي
الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره». [رواه مسلم]
وفي رواية: «فلا يأخذن شعرا ولا يقلمن ظفرا»
[مسلم] والحكمة في النهي: أن يبقي كامل الأجزاء ليعتق من النار، وقيل: التشبه
بالمحرم. ذكره النووي.
قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر:
"إنه مستحب استحبابا شديدا".
قال ابن رجب: "لما كان الله سبحانه قد
وضع في نفوس عباده المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرا على
مشاهدته كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره وجعل موسم العشر مشتركا
بين السائرين والقاعدين".
وروي عن سعيد بن جبير: "لا تطفئوا سرجكم
ليالي العشر" كناية عن القراءة والقيام.
قال ابن حجر: "والذي يظهر أن السبب في
امتياز عشر ذي الحجة؛ لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة
والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".
من السنن المهجورة في العشر الجهر بالتكبير
في الأماكن العامة كما كان هدي الصحابة والسلف والتكبير تعظيم للرب "فالله
سبحانه أكبر من كل شيء ذاتا وقدرا ومعنى وعزة وجلالة فهو أكبر من كل شيء في ذاته
وصفاته وأفعاله" كما قال ابن القيم.
ومن صيغه "الله أكبر.. الله أكبر..
والله أكبر..الله أكبر كبيرا.. والحمد لله كثيرا.. وسبحان الله بكرة وأصيلة.
الله أكبر.. الله أكبر.. لاإله إلا
الله..والله أكبر..الله أكبر.. ولله الحمد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق