الحكمة البالغة قالها.. الصغيَّر
نادية كيلاني : المشهد 4-4-2012 |
18:10
الصغيّر هو سعد الصغير، المطرب الشعبي نصف
المتعلم الطبلجي، كما وصفه مواطن مستاء من جرأة الصغير، وكيف يطمع في منصب رئيس
مصر، وكيف يحكم 90 مليون بني آدم على حد قوله، ولكنه "الصغير" تكلم كلام
العقل.. فقال: "ليس بعيدًا على ربنا أبقى ريس"، وهذا حقيقي يُعز من يشاء
ويذل من يشاء، وقال: أنا لست مخطئًا، الحكومة هي المخطئة؛ لأنها لم تضع أسسًا
معيارية للترشح، قائلاً: ليس أنا الذي استهزأت بالبلد، هي مصر استهزأت بمصر..
والحكومة استهزأت بالمنصب، وقال: أنا لم أُهن مصر؛ هي التي أهانت نفسها، مادامت
فتحت الباب للنقّاش والكهربائي والحانوتي وأبو شبشب وأبو جلابية أن يطمح إلى
المنصب، فلماذا لا يكون لي؟! وهذا أيضًا حقيقي، فمن حق أي إنسان أن يحمل طموحه
ويسعى لتحقيقه..
وسعد حل مشكلة اللغة، فعندما يذهب لمقابلة
أوباما سيأخذ معه مترجمًا، ولمن اتهمه بأنه لا يفهم في السياسة قال: أعين من يفهم
في السياسة، وأيضا لديه مفاجآت سيعلنها خلال 48 ساعة، وربما يكون لديه برنامج
ترفيهي لشعب وجد في اللهو حياته لسنين طوال؛ أرأيتم الأمر كم هو بسيط، فلماذا
تعقدونه؟!! وهتف أصدقاؤه: سعد سعد يحيا سعد، وكأنه زعيم الأمة سعد زغلول!..
يعني -بحسب كلامه-: حكومتنا الرشيدة هي التي
استهزأت بالمنصب، استهزأت بمصر وبمكانتها، ولم تدرك قيمتها ولم تفعل ما يعطيها
قيمتها، فلم تضع قيودًا ومعايير لرئيسها، لم تدرك حكومتنا أن مصر أم الدنيا وأن
باقي الدول في انتظار استقرارها ونهضتها حتى تنهض على أثرها، هنَّا على أنفسنا
فكانت على غيرنا أهون.. والأدهى من ذلك أن المؤامرات لا تزال تحاكى ضد الفضلاء..
عيني عليكِ يا أم الدنيا؛ ليس عند من يحكمونك
وقت ليفكروا في عزتك، في نصرتك، في كرامتك، الوقت كل الوقت لأنفسهم ثم أنفسهم،
مهما كانت الأدوار خسيسة؛ فالغاية تبرر الوسيلة، وتحتلّين يا عظيمة مكانتك من
ذاتك، من موقعك، من ثرواتك الطبيعية، ومن أبنائك المخلصين، أما حكامك فدائمًا فيهم
الطمع والرغبة في التكويش مع إحساسهم بضيق الوقت.
وهذا الإحساس يجعلهم في عجلة من أمرهم؛ فلا
وقت للموازنة بين صالحك وصالحهم، وحضرني حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا))، ولتفسير الحديث
عدة أوجه غير ما في منهجهم..
هم يظنون كأنك تعيش أبدًا؛ أى: يكوشون على أم
الدنيا فيطلبون منها المنصب والجاه والمال والسلطة لأن العمر سيطول بهم أبدا
ويستمتعون بما يحصلون عليه أبدا، وما يحدث لغيرهم لا يصل إليهم.. والحقيقة أن جملة
"كأنك تعيش أبدا" تعطي لمن يفهمها الاطمئنان وعدم العجلة؛ فما لم يفعله
اليوم يفعله غدًا؛ المهم الأولويات.. لم يجدوا الوقت لينتقوا لك أجمل عريس وأفضل
قائد وأنزه مسئول، لم يكن لديهم الوقت ليختاروا ويصنعوا لك القائد الفذ النابغ
النابه، لم يكن لديهم الوقت ليفتشوا عن الشريف العفيف القنوع النظيف.. فتحوا الباب
للجاهل والفاسق والطامع والمتهم بتهم الشرف والأمانة، والفل المتلون والمتحول كما
يحدث في عمليات المتحولين.. وعلى رأي ذات المواطن المستاء الذي كان يتكلم بانفعال
شديد وحرقة "دي مسخرة"..
ولكنك ستظلين مصر بنصرة الله.. ستظلين
الكنانة بتأييد الله الذي وعدك بالنصر والحفظ كما يحفظ الطيبين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق