إلا رسول الله لو كانوا يعلمون: بقلم الأديبة والكاتبة نادية كيلانى


إلا رسول الله لو كانوا يعلمون

نادية كيلانى
قال الله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ)    (البقرة: 251)
وقال تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ
بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:40-41)

وعلى قوله تعالى: "لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم!!"؛ فهذا الفيلم المسيء للرسول "صلى الله عليه وسلم"هو فاتحة خير على المسلمين.. أنظر كم صلاة على النبي "صل الله عليه وسلم" حصلت، وكم غيرة على الدين انتفخت لها اشداق المؤمنين.. وكم يد ارتفعت لتغير المنكر، وكم من حث المسلمين على نصرة  نبيهم الكريم، وكم بوستر يحي النبي صلوات الله وسلامه عليه وينقش اسمه مزخرفا ومجمَّلا، وكم عدد المصاحف التي فتحت ليستخرج منها ما يناسب الحدث، وكم نسخ من القرآن مترجم وسيرة الرسول "صلى الله عليه وسلم" فرقها المسلمون في البلاد المسيئة ليتعرف كل شخص علي الرسول والقرآن بالطريقة الصحيحة.
وكم من ردد هتافات من قبيل"قولها قوية قولها قوية محمد قائد البشرية"
وكم منْ طالب بمقاطعة منتجات تلك البلاد بما فيها أكبرها.
وكم من جهات هبت وفاقت من ثباتها تصدر البيانات وتعقد المؤتمرات لنصرة رسول الله.. رابطة علماء المسلمين، منظمة النصرة العالمية، الهيئة العامة للتعريف بالرسول، اللجنة الدائمة للافتاء، شبكة السنة النبوية وعلومها، رابطة العالم الاسلامي وغيرها وغيرها.
وكم من وجوه سقط عنها القناع، وكم هدمت من قلاع بشرية.. أبواق بشرية كنا نظنها عالية القيمة فإذا هى خاوية أصابها الخرف.
فالذي استنكر نزول العلم الأمريكي هوى مع كلمته.. فإذا لم يعاقب المسيء والبلد التي أنتجته وروجته فكيف يكون الردع؟!
وهناك من يقول: هل يحتاج الرسول الكريم إلى الدفاع عنه؟ نقول نحن الذين في حاجة للدفاع عنه "صلى الله عليه وسلم" للاحساس بأننا نستحقه، ونستحق أن يشرفنا الله بهذا الدين. فما كان لهم ان يمسوا نبي المسلمين الذي نفديه بأرواحنا والكلمة المأثورة "بأبي أنت وأمي يا رسول الله"

قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله:
إن في بلادنا من يدافع عن حرية الالحاد والسكر والزنا بلسان طلق فإذا حدث عن حرية الايمان والعفاف واليقظة الفكرية امتعض واشمأز فهل يجر الهزيمة والعار إلا مثل هؤلاء الدواب.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
عجبت لجلد أهل الباطل وضعف أهل الحق.

أما عن الحبيب المصطفى"صلى الله عليه وسلم" الذي بعث رحمة للعالمين كما قال عن جوهر رسالته حين قيل يا رسول الله ادع على المشركين.
 قال لم أبعث لعانا إنما بعثت رحمة للعالمين.
النبي الذي جاء متمما لمكارم الأخلاق: فإذا كان رقى الامم يقاس بما تتمتع به من أخلاق, فعن جَابِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللّٰهِ "صل الله عليه وسلم"  قَال: "إِنَّ مِن أَحَبِّكُم إِلَيَّ وَأَقرَبِكُم مِنِّي مَجلِسًا يَومَ القِيامَة أَحَاسِنَكُم أَخلَاقًا) رواه الترمذي (2018)
وقد نهى "صل الله عليه وسلم" عن قتل طفل أو شيخ أو امرأة.. وعن هدم صومعة أو قطع شجرة.
النبي الذي وقف أمامه أعرابي، فاستشعر عظمته ووقاره وتواضعه، فارتجف واضطرب هيبة من الرسول الكريم، فهدّأ من روعه قائلا: هوّن عليك فما أنا بملك ولا سلطان، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد! النبي الذي كان لا يشبع من خبز الشعير يومين متتاليين حتى قُبض"
النبي الذي كان ينام على الحصير، حتى أثر في جنبيه وأراد أصحابه أن يهيئوا له فراشا أقل خشونة، فقال: مالي وللدنيا؟ ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها!. النبي الذي كان قوّاما صوّاما، يقوم ليله عابدا مسبحا متضرعا باكيا حتى تتفطر قدماه الشريفتين وتتبلل لحيته، فتقول له زوجه لقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر.. فيرد أفلا أكون عبدا شكورا!!

فلماذا هو حارق دمهم إلى هذا الحد وماذا فعل لهم وبينهم وبينه ألف وأربعمائة سنة ويزيد؟ سوى أنهم أهل باطل وبهت.. وعلم يقيني بأنه دين الحق وهم على الباطل كالذين جاءوا بالافك يظنون جهلا أنه بامكانهم أن ينالوا من الدين في حين أنهم يساعدون على انتشاره وهم لا يعلمون.
" وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون")    الزمر45 )
وإذا نظرت لحجتهم ووجدتها تفتقر إلى الموضوعية والاعتدال، فلا تحزن فعلى الجانب الآخر تجد من أنصفه، فمنهم من جعله أحد كبار المصلحين، ومنهم من رأى فيه أحد الثائرين العظام.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قال:
"يأتي زمان علي أمتي يحبون خمس وينسون خمس.. يحبون الدنيا وينسون الآخرة، يحبون المال وينسون الحساب، يحبون المخلوق وينسون الخالق، يحبون القصور وينسون القبور، يحبون المعصية وينسون التوبة فإن كان الأمر كذلك ابتلاهم الله بالغلاء والوباء والموت الفجأة وجور الحكام.. وما زالوا يكذبون.
......................
الفيس بوك في ‏‏21 سبتمبر، 2012‏، الساعة ‏11:54 صباحاً‏ ·‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق