لمن يهمه الأمر.. هؤلاء يحتاجون إلى إعادة تأهيل: بقلم الأديبة والكاتبة الصحفية نادية كيلانى


لمن يهمه الأمر.. هؤلاء يحتاجون إلى إعادة تأهيل
نادية كيلانى
كما تكنس رياحُ الخريف أوراقَ الشجر الجافة، التي تطرحها الفروع على الأرض، وتكومها في جانب؛ يفعلون بأنفسهم
لسنا في حاجة للبحث عن المنفصمين الشخصية؛ هم يقدِّمون أنفسهم، ويجمِّعون أنفسهم، ويكوِّمون أنفسهم في مزابل التاريخ، وكما قال-صلى الله عليه وسلم- "تَجِدُونَ النَّاسَ مَعادِنَ : خِيَارُهُم في الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ في الإسْلاَمِ إِذَا فَقُهُوا نقول: فاسدكم قبل الثورة فاسدكم بعد الثورة؛ لذا هم – دائمًا - يعلنون عن أنفسهم بأنفسهم، ولأنهم مغيَّبون، أو على درجة من الفصام، فهم لا يشعرون بمدى تخلُّفهم عن الركب، وبُعْدهم عن المسير، هؤلاء لا يجوز في حقهم سوى الدعاء لهم بالشفاء، وهى ليست مسؤوليتهم وحدهم؛ بل مسؤولية المجتمع كله، أن يجهز لهم العيادات النفسية لاستقبالهم؛ من أجل إعادة تأهيلهم، هم في حاجة ماسة لإعادة تأهيل، وضبط بُوصْلة أمخاخهم، ومحو أميتهم الاجتماعية، وضبط زوايا الرؤية عندهم، ثم وضعهم على الاتجاه الصحيح.
تحملناهم وهم يقولون: "آسفين يا ريس"! وتحملناهم وهم يسمون أنفسهم "أبناء مبارك، وتغاضَيْنا عنهم وهم يحملون لافتات بصُوَره، ويتمنَّوْن له البراءة؛ فلتتمنَّوِا البراءة كما شئتم؛ لكن أن يصل الأمر لدرجة عمل توكيلات لترشيحه رئيسًا من جديد!! فهو زهايمر من النوع المتقدم، وسرطان في آخر مراحله.. ألا يسألون أنفسهم: ضد من قامت الثورة؟ ولماذا؟ ولماذا إذن يرشِّحونه رئيسًا وهو متَّهم بالفساد، وجلب الفقر والبطالة والأمراض والمهانة للشعب المصري؟!!
 لماذا وهو متهم بالعمالة وبيع البلد، وضياع المستقبل بالتصرف في احتياطي الخام في باطن الأرض ؟! ولماذا قامت الثورة ضده إذا كان ناجحًا كرئيس؟! ألم تكن مطالب الثورة: "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"!!
هل كان الشباب يجرِّبون حناجرهم وهم ينادون برحيله، بعدما ذاقوا المهانة والإهانة والاعتقال، والضرب حتى الموت؛ بحجة أمنه الشخصي؟! هل كان مطلبهم بتحقيق العدالة، وبرفض الظلم، وبكشف أمن الدولة، وبكشف القدْر البشع من الفساد والجشع من باب النزهة الليلية؟!!
 على كل هؤلاء لا لوم ولا عتب؛ فاستشراء الفساد لثلاثين سنة، والضرب على القفا ثخن القفا، وأكل المسرطن أتلف الخلايا، واللهو والمجون غيَّبهم عن الواقع وأعمى عيونهم عن الرؤية، وسلب عقولهم عن الوعي؛ فهم في ذمتنا، ولابد من إعادة تأهيلهم!   
.................
الفيس بوك في ‏‏25 مارس، 2012‏، الساعة ‏04:14 مساءً‏ ·‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق