تطاول على .. وسب أمي
لماذا غضبتُ من المدعو "ياسر حبيب"
الذي سبَّ السيدة عائشة - رضي الله عنها - زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وابنة أبي بكرٍ الصِّدِّيق - ثاني اثنين إذ هما في الغار - وأُريد أن أقاضيَه؟
هل لأنه يعتنق فِكرًا غير فكري؟ بالطبع لا،
فليعتنق ما يشاء،
هل لأنَّ له وجْهة نظرٍ مختلفة عمَّا أعتقده؟
لا، فليتبنَّ ما شاء من الفكر،
هل لأنه لا يعترف بأبي بكرٍ وعمر وحَفْصة
وعائشة؟ لا، فليُعْلِن عدم اعترافه كما يشاء.
ولكن أقاضيه؛ لأنه سبَّني أنا شخصيًّا، وسبَّ
أُمِّي، والسبُّ والقذف له عقوبة شرعيَّة وعقوبة قانونيَّة.
أما العقوبة الشرعية، فهي:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ
الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ
عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 23].
أما العقوبة القانونية، فهي:
نصُّ المادة حسب القانون المصري الذي أنتمي
إليه: مادة (306):
"كلُّ سبٍّ يتضمَّن بأيِّ وجهٍ من
الوجوه خدشًا للشَّرف أو الاعتبار، يعاقب عليه في الأحوال المبيَّنة بالمادة (171)
بالحبس مُدة لا تجاوز سنة، وغرامة لا تقل عن ألف جنيه، ولا تزيد على خمسة آلاف
جنيه، أو إحدى هاتين العقوبتين".
ونصُّ المادة في القانون الكويتي الذي ينتمي
إليه (المادة 209):
"كلُّ مَن أسندَ لشخصٍ؛ في مكانٍ عام أو
على مَسمعٍ أو مَرْأى من شخصٍ آخرَ غير الْمَجني عليه، واقعة تستوجبُ عقاب مَن
تُنسب إليه أو تُؤْذي سُمعته، يُعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنتين، وبغرامة لا تجاوز
ألفَي "روبية"، أو بإحدى هاتين العقوبتين".
ومَن ترَكَ على مرِّ الزمن الذي يَسبُّه في
دينه وعِرضه ومُعتقده بلا عقاب؟! هل كان يتسامح أهْلُ الجاهلية مع مَن يسبُّ
آلهتَهم، وهي أصنامٌ من حجرٍ وخشب وعجوة؟! حينما عابَ سيدنا إبراهيم الأصنام
وكسَّر بعضَها، ماذا فعلوا به؟ ألقوه في النار.
أنا أيضًا لن أتركَ مَن سبَّني بلا عقاب، قد
يقول قائلٌ: هو لم يعرفْك ليَسُبّك، أقول: بل يعرفني عندما عرَفَ أنَّه يوجد عددٌ
من المسلمين السُّنة، وأنَّ هؤلاء يؤمنون بأن السيدة عائشة - رضي الله عنها -
طاهرة مُطهَّرة، وبريئة مُبرَّأة بالنصِّ القرآني الحاكم لي وله، فهي أُمُّهم، ولم
يتوجَّس خِيفة بأن يهبَّ كلُّ هؤلاء لنُصرة أُمِّهم بالقصاص منه، فهو أيضًا
يستخفُّ بعقولنا نحن أهْلَ السُّنة والجماعة، أقاضيه؛ لأنه لم يسبَّها في جمْعٍ من
أهْل مِلَّته، بل أخَذَ سبّها صفة العَلَن حين اتَّخذ مؤتمرًا في ذِكرى وفاتها
حشَدَ له وجهَّزَ له كلَّ وسائل النشْر والإذاعة، ليصلَ صوتُه لكلِّ مسلم وغير
مسلم في كلِّ بقاع العالم، ويبقى في سريره آمنًا!!
أقاضيه لأنَّه رماها بما ليس فيها من فُحشٍ
وتبرُّج وغيبة، بل واتَّهمها بقتْل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا يُسمَّى في
القانون الوضعي سبًّا وقذْفًا.
فاجتمع مع سبِّها ومع صفة العَلَن أيضًا
الكذب والبُهتان والافتراء المشمول باليمين المغلَّظة، فوقَعَ أيضًا في الحَلِف
الكاذب.
أهيبُ برجالات الأُمَّة ونسائها أن يأخذَ
كلٌّ منهم على عاتقه شخصيًّا مسؤوليَّة أنَّه المعني والمقصود بالسبِّ حين سُبَّتْ
أُمُّه، ويجب ألاَّ نستهين بهذا الأمر ولا بهذا القول، وكما قال المثَلُ: إنْ كان
عدوُّك نَمْلة، فلا تنم له، الكلُّ يجب أن يجاهدَ بطريقته، ولا بُدَّ وأن نكونَ
على قلبِ رجلٍ واحد دون رأْفة ولا هَوَادة، وأنْ يكونَ القصاص بالتعذير؛ حتى يكونَ
عِبرة لمن تُسوِّل له نفسُه، ولا يكون هذا الدَّعِيّ المدَّعِي هو بداية لكلِّ مَن
أراد أن يُدْلِي بدَلْوه، ويستعرض زلاَّت لسانه.
.....................................................
ـ نُشرت فى موقع المختار الإسلامى على
الرابط التالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق