أماه


أماه
أماه
يقال اليوم عيدك يا أمي؛ لكنك في ذمة الله من عشرين عامًا.
كنت سأتوجه إليك بمقولة: كلَّ سنة وأنت طيبة، وأمنحك قُبلة وهدية.
والآن أتوجه لربي أن يرحمك ويغفر لك، ويجعلك في الفردوس الأعلى.
أدعوه أن يتجاوز عن سيئاتك إذا كنت أسأتي، ويضاعف حسناتك التي لمسناها وعاينَّاها كثيرًا.
أسأله أن يجمعني بك في أعلى عليين، وأن يغفر لي زلاّتي بأمنيتك في.
أدعو لك بعدد أيام عمرك التي لم تبلغك الستين، وبعدد ساعات سهرك علينا، وبعدد دقائق تفكيرك فينا كيف ترفعين من شأننا، وتحجزين لنا مكانًا تحت الشمس، وبجانب الطيبين.
أدعو لك بعدد النصائح التى وجهتِها إلينا بحب وحزم.
أماه
مازلت أعجب كيف كنا نحبك ونهابك في آن؟! وكيف كنا بأمرك في كل آن؟! وكيف كنا لا نتحمّل خصامك أو غضبك على أحدنا؛ فيجثم بين يديك يطلب الصفح، ونلتفُّ حوله في وساطة كى تقبلي رجاه؛ لعلمنا بمقدار أساه!
الآن أجثم بين يدى ربي أسأله لك الرحمة والنور، وأن يدخل على قلبك السرور؛ بقربك منه، وباطمئنانك علينا.
نحن من بعدك يا أمي في انتظار شيء لا نعرف ما هو، وفي شوق لك لا نعرف إلى متى، ولدينا كلام مؤجل لنحكيه لك.
أماه
عودتنا الخشية من الله فنراك تحذرين في كل حين.
علمتنا الأكل الحلال فتحرَّيناه في كل حين.
وعلمتنا الرضا بما قضى الله فحمدناه في كل حين.
وفي كل صباح نرى بسمتك في وجوهنا.
أماه
وأنت في عليائك تريننا ولا نراك، وتسمعيننا ولا نسمعك، وترين أفعالنا ولا تملكين لها ردًّا، وتبصرين مكانك في الجنة – نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدًا - ولا نعرفه؛ فبصرك اليوم حديد.
نسألك: هل تواصلين الدعاء لنا؟
هل تخاطبين ربك من أجلنا؟
هل توسعين لنا بجوارك كما كنت توسعين من قبل؟
هل سؤال ربي بدموعي وشوقي إليك سيبلغني مكانتك التي دلت عليها حسن خاتمتك.
آمين آمين يارب العالمين.
...............................

ـ نُشر فى موقع دنيا الرأى على الرابط التالى
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/11/11/276503.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق