من أديبة شابة إلى الناقد الكبير.. محمود أمين العالم.. اتق الله!: بقلم الأديبة والكاتبة الصحفية نادية كيلانى


من أديبة شابة إلى الناقد الكبير..
محمود أمين العالم.. اتق الله!

في دورة النشاط الجديدة لاتحاد الكتاب أقيمت ندوة للشعر بالتبادل كل أربعاء، واستضافة ندوة القصة الأولى الناقد الكبير محمود أمين العالم ليعقب على أدب بعض الشباب من الجنسين في قراءة لأعمالهم حتى جاء الدور على الشاب محمود حامد ففوجيء الجميع بأمرين كل منهما مر، أولا: إن القصة طويلة جدا جدا كفصل من رواية،
 ثانيا: إنها تحتوي على ألفاظ جنسية وألفاظ توصف بأنها مقرفة، فقد شممنا رائحة المراحيض وهو يتبول، والتوت أمعاؤنا وهو يتقيأ، وارتعدت آذاننا وهو يشتم، وأهينت مشاعرنا بالألفاظ الجنسية الصريحة، فالقاص يعرف كل مترادفات عضوه التناسلي، ويستعمل في كل مرة إحداها، وقد بال في هذه الأسطر عدة مرات، وقاء عدة مرات، وقال أع عدة مرات، وقال ابن كلب عدة مرات.. جلسنا نستمع إلى أداب المراحيض صامتين متأففين، وقد ترك البعض القاعة احتجاجا وعلى رأسهم الشاعر الكبير ورئيس اتحاد الكتاب "فاروق شوشة" ولما أحس الكاتب الأستاذ محمد جبريل بالحرج من النظرات التي سلطت عليه على اعتبار أنه المنظم للندوة والذي اختار الشاب والقصص مسبقا قال: أنا فوجئت.
 وحاول أن يسكت القاص ولكن الناقد الكبير طلب منه أن يستمر.
إلى هنا والأمل لا يزال معقودا على الناقد الكبير أن يأخذ بثأرنا ويوجه الشاب لما ينفعه في مستقبله الأدبي.. ولكن!!
الناقد الكبير بداية قال إنه لم يتمكن من قراءة القصص من قبل لأنه كان مشغولا، واعترف على نفسه بأنه بطيء، جدا بليد جدا، لا يفهم من مجرد السماع، وعليه سيقول أي كلام حسب ما وصله من هذه القراءات السريعة.. ثم!!
الناقد الكبير قال: إن ما كتبه محمود حامد هو الأدب وأن الذين خرجوا من القاعة خارجين عن الأدب، وأن التعبير بالقيء والتبول هو تعبير عن الرفض، وأحيانا يكون الفن في الوضوح والصراحة أيضا.
الناقد الكبير قال عن قصة أخرى لشاب كتب قصة جيدة إن القاص وقع على موضوع مهم، وكتبه بلغة عربية رصينة، وهذا هو سبب عدم فنيتها.
كنت أود أن أتكلم وأقول للناقد الكبير إنني تعلمت منه اليوم شيئين مهمين أولاهما: إن أكتب الأدب المكشوف بأسلوب فج على اعتبار أن الوضوح هو الفن.
ثانيا: إن اللغة العربية لا تصلح للكتابة الفنية بل هى سبب فساده، أي أن أحطم لغتنا الجميلة يا أستاذ فاروق شوشة.
وددت لو وجهت كلامي للشاب الذي ضحك عليه الناقد الكبير، وسألته لمن يكتب فنه للأغلبية أم للأقلية، فالأستاذ محمود أمين العالم أقلية، هو الوحيد تقريبا الذي أيد هذا اللون من الكتابة على اعتبار أنه شيوعي قديم وهذه هي دعواهم، أما الأغلبية فكانت تتأفف وتمصمص وتخرج من القاعة، وبعيدا  عن الأغلبية والأقلية تعال نحسبها معا.
ما هو الفن فيما كتبت.؟
يقول الناقد الناقد الكبير: إن التعبيربالقيء والتبول تعبيرا عن الاحتجاج، وأقول لك وله إن المثقفين يرفضون الواقع ولهم لغتهم التي يحتجون بها، وأصحاب الغرز يرفضون الواقع، ولهم لغتهم التي يحتجون بها، فإلى أي فئة تنتمي، وإلى أي فئة تريد أن يصل صوتك.!!
ونحسبها بطريقة أخرى فهل يعدم الكاتب الحق وسيلة التعبير المهذب، واللفظة الرشيقة للوصول إلى غرضه، والأدب يعكس روح كاتبه ويسمى باسمه فهذا كاتب ملتزم، وبالتالي فعكسه كاتب منفلت.!!
نحن نكتب القصة ونتركها ثم نعود إليها مرات ومرات، نغير لفظة، نكثف جملة، نعيد صياغة قبل أن نقدمها للنقد فيكون النقد متضمنا كلاما من نوع الأسلوب الجميل، والقصة خالية من الألفاظ النابية، فليس بها عبارة تصدم الآذان أو تخدش الحياء، وهذا عكس تماما ما يقال على اللون الذي تكتبه.!!
الناقد الكبير في معرض كلامه اعتذر عن كلمة عادية قال "عفوا في اللفظ" ودهشت يعتذر عن كلمة عادية في كلام عادي، ويؤيد كلاما بذيئا في نص أدبي.!!
الناقد الكبير نصح الجميع أن يفتحوا صدورهم وقلوبهم لتلقي هذا اللون من الأدب، وبدوري أنصحه بأن يفتح صدره وقلبه لتلقي عقاب الله.
كنت أود أن أقول كل هذا ولكنني فضلت الكتابة ليكون كلامي أنيقا رشيقا فيكون بذلك أشد وقعا وأطول عمرا عسى أن ينتفع به المحمودان وأمثالهما، وعسى أن أرضي به الله ورسوله.. اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد.
الكاتبة نادية كيلاني
الأنباء الدولية/13 يوليو 1999م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق