روبين كوك والاسلام
:
أعجبني ما جاء على لسان وزير الخارجية البريطانية
(روبين كوك) ومثل هذه النفحات التي يجريها الله سبحانه وتعالى على لسان من هم على غير
دين الإسلام بعد أن يكون قد زينها في قلوبهم، ماهي إلا تأكيد جديد من الله سبحانه وتعالى
لقوله:
(إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون)
ففي الوقت ذاته نجد بعض المسلمين:
(الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) من لا همَّ
لهم غير التشكيك في نصوص القرآن وتأويل بعض الآيات بما يوافق هواهم ويجعلون منها قضايا
تستهلك الكثير من الجدل العقيم مثل قضية الحجاب.
أما الآيات
التي لا تحتمل التأويل فيسعون إلى تغييرها بما يتفق في زعمهم مع أسلوب العصر الحديث،
الأسلوب الذي استحدثوه.
بل يتطاولون
على الصحابة ويشككون في أحادثهم وفي صحبتهم للنبي (صلى الله عليه وسلم) كما يحدث مع
أبي هريرة(رضي الله عنه)
في ذات الوقت نجد الغربي الذي عاش وتربى على غير
مباديء الإسلام والذي يدرك تماما بأنه من دولة متقدمة وتربى على فكرة أن دول الإسلام
دول متخلفة، وعالم ثالث نجد الله سبحانه يضيء مضغة سوداء بداخله فيدافع عن الإسلام،
وينظر إليه على أنه دين سماحة بل إنه من الخطأ أن يربط الإسلام بالإرهاب.. بل ويعترف
بأن ثقافة الغرب مدينة للإسلام.
وأن جذور ثقافتنا الإنجليزية ليست يونانية أو رومانية
فحسب، بل هي إسلامية أيضا.
وأن الغرب مدين للإسلام بالكثير، فالإسلام وضع الأسس
الفكرية لمجالات عديدة في الحضارة الغربية، والأرقام العربية التي نستعملها قد عرفناها
من العرب فأسس حضارتنا يعود الفضل فيها للإسلام.
بل أكثر
من ذلك نجد وزير خارجية بريطانيا وهو في حالة صدق مع النفس لا يقف عند حدود الاعتراف
بل يطالب بإقامة حوار وتقريب وجهات النظر قائلا:
- لقد حان الوقت ليبدأ الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر
الإسلامي باللقاء على أعلى مستوى للتفاهم والحوار حول القضايا التي تهم الجانبين.
هذا الرجل عادل وحيادي، صحيح النفس والقلب، لم يعرف
الحق وينكره كما يفعل الغرب، وقد سخره الله لكي يوقظ به أصحاب الضمائر النائمة من المسلمين
الذين يدعون التقدم، فلم يماليء حكاما أو صفوة لمكاسب شخصية زائلة، ووقف في أحد المراكز
الثقافية الراقية بلندن ليعلن على الملأ بأنه آن الآوان.
والآوان عنده كما يقول بالنص.
- خطتنا الآن وضع تصور جديد لدعم
علاقتنا بالعالم الإسلامي، ويقول:
- إننا في حاجة إلى الإسلام كصديق
لأنه دين السماحة والحب والوئام، ودين يدعو
إلى الإخاء، والتعارف، والتعاون، والسلام.
- ومن هنا بدوري أعلن أنه قد آن
الآوان فعلا، ولتكن دعوته هي المبادرة وعلينا بالخطوة التالية الخطوة الايجابية.
- فيا أيها المنظمون للمؤتمرات، والندوات، وياأيها المفكرون الذين تلتقون
للحوار عن السينما والأغنية الهابطة، والدعوة المخربة للمرأة والأسرة، فمن العيب أن
يكون التشبه بالغرب وعقد الندوات للتآلف بين القلوب عن طريق المعاصي، والحق أحق أن
يتبع.
مجلة العربي
العدد 85 - 18رجب 1419
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق