وجهة نظر
:
كنت في سيارتي بجوار
زوجي.. المرور مزدحم.. السيارات تمشي ببطء، وإذا بأحد الشحاذين يتلوى بين السيارات
حتى وصل إلى الرصيف، نظرت إليه بأسف شديد فيداه الاثنتان مقطوعتان، والذي يعطيه
نقودا يدسها له في جيب جلبابه العلوي، كان يقف بيننا رجل فوق دراجته، اقترب منه
الشحاذ وطلب منه أن ينقل له نقوده من جيبه العلوي الصغير إلى سيالته"
الجانبية الكبيرة،
فمد الرجل يده في
جيب الشحاذ العلوي الصغير فإذا هو مثل جيب الحاوي كلما غرف منه لا يفرغ، وحينما
مال له الشحاذ بجسده حتى يقرب له سيالته، وملت معه بنظري، فإذا بسيالته متضخمة
بالأموال.
حملقت في هذا المنظر المقزز الذي يصادفنا في كل
حين من شحاذين بعاهات يقشعر لها البدن.
هذا مقطوع اليدين
وذاك مفقوء العينين، وثالث أكتع الكتفين، ورابع مشلول الساقين يساعد في عرقلة
المرور وهو يوقف السيارات حتى يمر من بينها زحفا على يديه ومقعدته.
وسألت نفسي إذا كان هذا حالي فما هو انطباع
السياح عندما يرون تلك المناظر تتوالى أمام أعينهم وتحت أرجلهم من شارع لآخر.
نادية
كيلاني
صوت
الوفد 12/3/1987
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق