من الوجدان.. لمصلحة من
:
أولادنا أكبادنا.. إذ يخطئون ونسامحهك فهذا أمر
طبيعي، نحمده ونشجع عليه، أما أن يصل التسامح إلى حد أن ندفن رؤوسنا في الرمال ونتجاهل
الحقيقة بل ونلوي عنقها ونقول إنه لم يحدث.. فهذا أمر غير محمود ولا نشجع عليه.
أولادنا عبدة الشيطان.. ظاهرة تستحق وقفة وتأملا،
تستحق أن نقف عندها ونتساءل لماذا؟! ومن أين؟! وإلى أين؟! وما هو الحل.؟ ولابد أن نبحث
عن الحل ونواجه المشكلة ونعترف بأن ما حدث يستحق أن نكثف جهودنا جميعا من أجل الاصلاح.
فوجئت بالظاهرة، وفجعت في فلذة أكبادنا، وجيلنا
المستقبلي، واقتنعت تماما بأنه من صهيوني وأمريكي وأوروبي، وانتظرت العقاب الرادع فهي
قضية تمس الوطن، وتمس الدين، لا خطأ ابن في حق أسرته.
واعتاد الوطن ألا يتنازل عن حقه.. وحق الدين هو
إقامة حد من يفسدون في الأرض، وفي مثل هذه الأمور يكون (التعزير) هو الأولى أي يكون
الحكم أكبر مما هو مشرع للجريمة حتى يكون الأمر رادعا لأمثاله.
ولكنني فوجئت بالموضوع يأخذ منحى مختلفا.. وجدت
من كتب وأدان الفعل يعود ويكتب ليستطح القضية ويقلل من شأنها، يقول:
(ولا عبادة أصنام ولا يحزنون)
وأفرج عن الأولاد ببساطة قبل أن تهدأ النار في
قلوب الأباء والأمهات رعبا على أولادهم وخوفا من أن يأتي عليهم الدور، فينساقون وراء
مثل هذه الظواهر الشيطانية.
وبدلا من أن نقول لهم جزاء من يخرج على دينه ومجتمعه
نجد الافراج لعدم وجود الأدلة.. بل ونجد من يدافع ويلغي كلامه.
تكلم الأستاذ إبراهيم نافع رئيس أكبر الجرائد
انتشارا ولسان حال الحكومة في عدد الجمعة 31 يناير وأرجع أسباب انحراف شبابنا إلى تأثرهم
بأفكار فاسدة واردة من الخارج، وقال إن شبكة الانترنت تحمل إلى جانب الأفكار الايجابية
الأفكار الهدامة التي تدعو إلى العنف ونبذ القيم السماوية..
وقال إن عبادة الشيطان ظاهرة معروفة في المجتمعات
الغربية.. نادي (نار الجحيم) بانجلترا و(النظام الأسود) في ألمانيا و(كنيسة الشيطان)
في أمريكا والتي تأسست سنة 1966م ويقدر اتباعها بحوالي 20 ألفا..
وقد اعترف هؤلاء الشباب أمام النيابة بأنهم على
اتصال بنظراء لهم في انجلترا واسرائيل.
لماذا لم نسع لايتنهاض جميع مقومات الأمة ونربي
أولادنا، لماذا تموت الأفكار الجميلة وتسطح قضية خطيرة. لهذه الدرجة!
حتى أن
يساق الصحفي الذي كان له الفضل السبق في إلقاء الضوء على هذا الخطر إلى التليفزيون
ليعترف بأنه لا يملك دليلا ضد هؤلاء الأولاد..
هل نريد دليلا أكثر من اعترافهم، وأكثر من صورهم
التي نشرت.؟!!
إنني أتساءل من يضغط على من ولصالح من.؟
جريدة الراية: عمود من الوجدان/
22مارس - 5 إبريل 1997م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق